أتى كتابُ «التفسير بالأثر بين الإمامين ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم» لمؤلِّفِه الدّكتور مُحَمَّد بن عبد الله بن علي الخضيري الأستاذ المشارك بكليَّةِ أصولِ الدِّين في جامعةِ الإمامِ مُحَمَّد بن سعود الإسلاميَّةِ بالرِّياضِ بصورةٍ جديدةٍ من صورِ الدِّراساتِ الخاصَّةِ بكتبِ التَّفسيرِ التي اهتمَّ بها الباحثونَ إذ كانَت معظمَها؛ لبيانِ منهجِ المصنِّفِ وتناولِ القراءاتِ واللّغة والأَحكامِ الفقهيَّةِ، بينما أَهملوا المقارناتِ بينَ المفسرين وبالمقارناتِ تظهرُ الميزاتِ ويقترِبُ الباحثُ من معرفةِ مأخذِ كلِّ إمامٍ ومنهجِه.

وتظهرُ أهميَّةُ الكتابِ في  تناولِه التَّفسيرَ عندَ الإمامَين الطّبري وابن  أبي حاتم بأسلمِ وأحسنِ طرقِ التَّفسيرِ وهي تفسيرُ القرآنِ بالقرآنِ ثم بالأَثر وقد يكونُ الأثرُ حديثاً أو قولاً لصاحبٍ أو تابعي، كما لا يخفى على المُطالع ما للإِمامَين مِن منزلةٍ جليلةٍ بينَ العلماءِ وما لكتابَيهما مِن مكانةٍ، إضافةً إلى أنَّ دراسةَ المقارنةِ تظهرُ العديدَ مِن الميِّزاتِ وما برزَ فيه كلُّ إمامٍ، ومما هو معلومٌ بأنَّ تفسيرَي الإمامَين يوافقانِ فيهِما اعتقادَ أهلِ السُّنَّةِ والجماعَةِ إضافةِ إلى أنَّ كلَّ مَن أتى بعدَهما اعتمدَ عليهما فمعظمُ النُّقولِ بالأثرِ تجدُها عندَهما

ينقسمُ الكتابُ إلى بابَين يتناولان التّعريفَ بـ (التَّفسيرِ بالمأثورِ) وما بينَ الإمامَين في التَّفسيرِ ويحوي كلُّ بابٍ عدداً من الفصول التي تتضمن عدداً من المباحِثِ.